حرب على ثلاث جبهات.. إسرائيل تواجه تحديات وضغوطاً خارجية وانقسامات داخلية
حرب على ثلاث جبهات.. إسرائيل تواجه تحديات وضغوطاً خارجية وانقسامات داخلية
تأتي الذكرى الأولى لهجمات السابع من أكتوبر في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات كبيرة، أبرزها الانقسامات الداخلية وتعدد الجبهات التي تخوض عليها الحروب المتشابكة.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "الإيكونوميست"، فإن إسرائيل اليوم في حالة مواجهة على جبهات متعددة، بما في ذلك القتال ضد حزب الله في لبنان وحملتها العسكرية المستمرة في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني من سكان القطاع.
شنت القوات الإسرائيلية في الخامس من أكتوبر عملية جديدة في مخيم جباليا للاجئين بجوار مدينة غزة، استهدفت خلالها مقاتلي حماس الذين أعادوا بسط سيطرتهم على المخيم، وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل استهداف البنية التحتية لحزب الله في لبنان.
تأتي هذه العمليات في ظل استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمرة الثالثة هذا العام، مما يضع الجيش الإسرائيلي تحت ضغط متزايد لتوسيع حملته البرية في لبنان، مع الحفاظ على وتيرة العمليات في غزة وتعزيز قواته في الضفة الغربية التي تعاني من اضطرابات متصاعدة.
إحياء الذكرى وسط الغضب
وقررت الحكومة الإسرائيلية تنظيم احتفال رسمي يتضمن خطابًا مسجلًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الذكرى السنوية لهجمات غزة، وذلك وسط تصاعد الغضب الشعبي من رفضه تحمل المسؤولية عن المأساة التي عاشتها البلاد بعد هجمات 7 أكتوبر، خاصة من عائلات الضحايا والرهائن.
ورفضت بعض المستوطنات التي تعرضت للهجوم يوم 7 أكتوبر 2023، المشاركة في الاحتفال أو السماح بتصوير المناطق التي تعرضت للهجوم.
على الجانب الآخر، سيُقام "حفل تذكاري للعائلات" منفصل في تل أبيب، حيث سجل أكثر من 40 ألف شخص عبر الإنترنت للحضور، إلا أن القيود الأمنية ستسمح فقط لأقارب الضحايا بالمشاركة.
تحديات داخلية متزايدة
وتتفاقم التوترات السياسية في إسرائيل، حيث يطالب 63% من الإسرائيليين بإجراء انتخابات مبكرة، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي.
ويعبر 53% عن رغبتهم في إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة بعد أيام من هجمات السابع من أكتوبر 2023.
ويستمر الغضب تجاه حلفاء نتنياهو من المتدينين المتطرفين في الحكومة، الذين يصرون على استمرار إعفاء ما يصل إلى 60 ألف مجند من الخدمة العسكرية، ما يهدد بزعزعة استقرار الحكومة في العام المقبل.
ضغوط خارجية على الحكومة
في ظل التحديات الداخلية، تواجه إسرائيل أيضًا ضغوطًا خارجية، حيث تسعى الحكومة لتوجيه ضربة لإيران، مستهدفة برنامجها النووي والبنية التحتية الاقتصادية، إلا أن البيت الأبيض، بقيادة جو بايدن، يفضل قائمة أهداف أكثر تواضعًا، بينما يدعو دونالد ترامب إلى استهداف المنشآت النووية الإيرانية مباشرة.
وتواجه إسرائيل أيضًا تقلصًا في دعمها الدولي، حيث علقت بريطانيا بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى فرض حظر على الأسلحة المستخدمة في غزة.
وعلى الرغم من أن هذه القرارات الدولية من حلفاء إسرائيل قد لا تؤثر كثيرًا من الناحية العملية، فإن رمزية هذه الخطوات تعكس التحول المتزايد في الموقف الدولي.
الردع على الجبهات الثلاث
تبقى إسرائيل عازمة على إعادة إرساء الردع على جميع الجبهات الثلاث، في غزة، وضد حزب الله ووكلاء إيران، وضد إيران نفسها.
ورغم تحقيقها نجاحات جزئية، لا يزال من الصعب تحديد متى يمكن لإسرائيل إنهاء هذه الحروب.